روعة يونس
ماتت اللغة، وعاش شعورك بأنكَ دواة حروفها، وأن هذا الحب الوليد المَوْءود سيكون مداد شعرها.
تسرج خيول هجومك هروباً، وتشن غارات كلماتك صمتاً، وتلومها على رعونةٍ في حضرة الاعتراف. فيما تنهى أنت عن فعل وتأتي مثله، وتجللها بعار شعورها.
كيف لم يسعدك ركوبها موجك، ولم يرضِك الفيض وساءَك الغيض؟ وتغضب لأن تراك بارد الشعور قاسي الروح، تريدها أن تكلف نفسها وسعكَ أنت؟
لعباراتك ثياب قصيرة مزركشة مرفوعة بفاعلك، ولحرفها المتحرك فقط السكون! لها هيئة الآمر الناهي ولك الفعل كما ذنب جميل ومغفور.
لكن بشراك.. ما صدقت نبوءتك، سيظل قلبها وسادة حبك تغطيه بعطفات روحها. وستظل معك- من دونك، تسلّم الليل للفجر يداً بيد.