طفلة كبرت.. ورافقتنى
أود أن أخيط لك مريلتك
وأعلقها في زاوية الغرفة
لماذا تضحكين؟
ما زال الوقت مبكراً
والعجوز المخيفة احترقت
وغابت في الرماد
مذ كنتِ طفلة
أود أن ألمع حذاءك
وأضع الأزهار على النافذة
لا تحدقي في العزلة هكذا
فجأة سيومض الغروب
دون أن تَمس قلبَكِ أصابعُه الزرقاء
لأن برتقالاً ينمو في يدي
وسلاماً في قلبي
تسألينني: كم الساعة الآن؟
نحن في كل الساعات
والأيام التي مضت.. ما زالت هنا
تأكل وتشرب معنا
المشوار كان طويلاً يا ابنتي
في المسافة التي قطعتها
سلمت على الغيم والأشجار وحفر الطريق
قابلت حيوانات كثيرة
وضعت بعضهم في جيبي
أقلقت الموتى
وعرفت أن التراب لحم
والماء لحم
والأحجار لحم
لحم حي رافقني على الطريق
المشوار كان طويلاً
ملايين الخطوات مشيت كى أصل إلى عشبة
ملايين الخطوات كي أسمع غناءَ صرصار
وأتعرف على صوت نملَة
أسراراً كثيرة جمعتُ
كانت الحقول محروقةً وقتها والرماد يملأ المكان
لكنني مشيت
كانت الدكاكين مغلقةً وبائعو الجرائِد اختفوا
لكنني مشيتُ
لي عمر من المشي وعمر من الأسرار وعمر في الحكاية
ربطتُ عروقي في الخشب فصار لحماً ومشى معي
ربطتُ عروقي في الغياب فصار لحماً ومشى معي
وعلى الأنقاض زرعت شرايين فصارت لحما ومشت معي
لي عمر من المشي وعمر في جيوبي
لا تخافي يا ابنتي .. كل شئ هنا بجانبي