الرئيسية » » رِحْلَةُ القَلبِ ....إِليكُمْ | ناهدة الحلبي

رِحْلَةُ القَلبِ ....إِليكُمْ | ناهدة الحلبي

Written By Unknown on الخميس، 5 مارس 2015 | 4:05 م


رِحْلَةُ القَلبِ ....إِليكُمْ
ناهدة الحلبي



بيروتُ يا نَزَقَ العُشَّاقِ ما عَشِقوا
يا مَعْطفَ الغيمِ بالياقوتِ يأْتلِقُ 
داعبْتُ جفنَكِ، فاسْتلْقى على كَتِفي
يا ويْحَ روحي، وفيكِ الرُّوحُ تَحترقُ
فوَّاحةٌ بدمي، بالحُزنِ مُوْرِقةٌ
مَنْ في يَدَيْها ينامُ العِطرُ والحَبقُ
أَنتِ العيونُ، وأَنتِ القلبُ فاقتَحِمِي
نورَ المآقي كَنبْضٍ أزَّهُ الخَفَقُ


أَثْقَلتِ بالوَجَعِ المَسْكونِ خاصِرَتي
فالياسَمينُ دِمشْقِيُّ الهوى أرِقُ
مُشْتاقةٌ ولِشَامُ العِزِّ رايتُها
فيكِ ارتواءُ النَّدى، يا شامُ والعبَقُ
هذي دِمشقُ ولِلأَمجادِ خاتمةٌ 
يا هالة البدرِ في عينيكِ والأَلقُ
لا تَحْزَني،فصُروفُ الدَّهرِ ظَالِمَةٌ
وَرَّيتُ عمَّا بِقلبي، فالجَوى حُرَقُ

نقَّلتُها لِمِهاجِ العينِ أفئِدةٌ
مِنْ دَمْعِ بَغْدادَ بالأشواقِ تصْطَفِقُ
يا قَهْرَمانة، أينَ الزَّيْتُ في حُلَلٍ
حتَّى الزَّغاريدُ من عينيكِ تُستَرقُ
يا نهرَ دِجلَةَ فاضَ الوجْدُ مِن شَجَني
إنِّي المُتيَّمُ باللُّقيا وَلِي السَّبَقُ
هذا العراقُ يُرَوِّي من سَنا قمَرٍ
وجهَ السَّماءِ وحيثُ الضَّوءُ يُمْتَشَقُ

عرَّجتُ بعدَ عِراقِ الحُبِّ يَخْذُلُني
صَبرٌ تخلَّفَ عنِّي، فاخْتَبى الشفَقُ
منْ ماضِياتِ خِفاقٍ قُدسُها عَتِبٌ
من عالمٍ عربيٍّ دونَها مِزَقُ
شوقي إِليكِ كَنارٍ في الحَشا ضَرِمَتْ
إنِّي المغرَّبُ، قَوْمي في الخِبا شَرِقوا
إنَّا، فلسطينُ خُنَّا العهدَ مِنْ زَمَنٍ
لم نَدْرِ إنْ غَسَقٌ ذا العارُ أمْ شَفَقُ

واستوقفتني بذا التَّجْوالِ قاهِرَةٌ
تُغْضِي حياءً كشمسٍ زانها الأُفُقُ
أرضُ الكِنانةِ ما لِلعُربِ من شَمَمٍ
أنتِ الضِياءُ وزهرٌ نشْرُهُ عبِقُ
من ظنَّ سيفَكِ في الحزَّاتِ منكسرًا
فالمِسْكُ من نَسماتِ الخدِّ يُنْتشقُ
لا تَجْزعي فعدُوُّ الدارِ مُنْهَزمٌ
يا سيفَ حقٍّ على الأعداءِ يندفِقُ

إنِّي أَطُوفُ وحَيثُ القلبُ يَحمِلُنِي
إلى الجَزائِرِ مأسورًا فَأَنْعَتِقُ 
حُمِّلتُ بحراَ مِنَ الأشواقِ من بلدي
حَدَّ الرِّمالِ إذا ما الخيلُ مُنْطَلِقُ
وشَّاكِ والشِّعرُ ملحونٌ بِبَهرُجةٍ
إرثُ الأَمازِيغِ حرفٌ حدَّهُ الفَلَقُ
إنِّي إذا ما اقتسَمْتُ القلبَ أُشْهِدهُ
أنتِ الخَضِيرُ ولِي من أرضِكِ الوَرَقُ

أُرخي الظلالَ على أُمِّ الرَّبيِعِ غِوىً
يا مَغرِباً ذَهباً ياقوتُه زَرِقُ
ريحُ الصِّبا عَطُرتْ في فيءِ عاصِفةٍ
أنتَ المدى وسِعٌ والمَنْهلُ الرَّنِقُ
ما جال في خَلَدي بدرٌ يُعانِقهُ
حبْلَ الشُّعاعِ وعينُ الشَّمسِ تَحْترِقُ 
كم مؤنسٍ في الهوى راءت له شُجُنٌ 
في مغربٍ وَلِهٍ قلبي لَهُ خَفِقُ

يا همسةَ الكوكبِ الوَسْنانِ تونُسُنا
فيها الحنينُ بِجُنحِ القلبِ يلْتَصِقُ
يغْترُّ جَفْنٌ إذا ما الكُحلُ زَيَّنَها
أو قبَّلتنِي شِفاهٌ يَنْثني العنُقُ
قد هاجَنِي طرَبٌ قَرْطاجُ فانطلقِي
فوق السَّحابةِ ما شُقَّتْ لكِ الطُرُقُ
يَخْضلُّ زهرٌ إذا سُقَّى الفؤاد بهِ 
مَنْ في هَواكِ حَبَاهُ المَبْسمُ الأَنِقُ

قد جِئتُ مكَّةَ ،أَرضَ الطُّهرِ، جاثِمةً
أرجُو الثَوابَ فقدْ ضلَّتْ بِنا الطُرُقُ
أرضُ العُروبَةِ حُمِّلْتِ الهُدى شُعَلاً
أنتِ العَصِيَّةُ، ما ذلُّوا وما فسَقوا
قَدْ قالَ أسْلمتُ، نَصْلُ السَّيفِ في يدهِ
من طافَ كَعبَةَ أهلِ البيتِ يَسْتَرِقُ
للحقِّ بأسٌ فَلَمْ يشْفَعْ لِطاغِيَةٍ
كالكُفرِ بابٌ على أصْحابِهِ غَلِقُ


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.