نعومي شهاب ناي، شاعرة وكاتبة أمريكية فلسطينية مرموقة، ولدت في 1952 لأب فلسطيني وأم أمريكية.
عاشت فترة قصيرة في رام الله والقدس حيث تلقت جزءًا من تعليمها الثانوي. ثم عادت للولايات المتحدة وأكملت تعليمها الثانوي في سان أنطونيو بولاية تكساس حيث تعيش. وقد تركت زيارتها لفلسطين أثرًا كبيرًا في نفسها، انعكس على كتاباتها فيما بعد.
من أعمالها الشعرية "طرق مختلفة للصلاة" التي نشرت عام 1980، و"معانقة الصندوق الموسيقي"، و"القفاز الأصفر"، و"الحقيبة الحمراء"، وغيرها. وقد حصلت نعومي على العديد من الجوائز، منها جائزة إيزابيلا جاردنر للشعر عن ديوانها "أنت وما هو لك".
ينشر "المقهى الثقافي" في "بوابة الأهرام" وكتاب الشعر يعيد نشر هذه الترجمة العربية لقصيدتها التي تحمل عنوان "العربية"، وقد أنجز الترجمة الشاعر والباحث والمترجم الفلسطيني محمد حلمي الريشة:
هذا هو نص ترجمة قصيدة "العربية":
توقَّفَ الرَّجلُ ذُو العينَيْنِ الضَّاحكتَيْنِ عنِ الابتسامِ
ليقولَ: "طالَما أَنَّكِ تتكلَّمينَ العربيَّةَ
لَنْ تفهَمي الأَلمَ"
ليفعلَ شيئًا مَا بالجزءِ الخلفيِّ منَ الرَّأْسِ،
يحملُ عربيٌّ الأَسى فِي الجزءِ الخلفيِّ منَ الرَّأْسِ،
حيثُ شقوقُ اللُّغةِ فقطْ، والوتيرةُ نفسُها للأَحجارِ
الباكيةِ، ومِفصلٌ مزعجٌ فِي البوابَّةِ المعدنيَّةِ القديمةِ.
همسَ لِي: "ذاتَ مرَّةٍ ستعلَمِينَ. بإِمكانِكِ دخولُ الغرفةِ
فِي أَيِّ وقتٍ تحتاجِينَها. الموسيقَى الَّتي تسمَعِينها عنْ بُعدٍ،
منَ الطَّبلِ المصفُوعِ فِي حفلِ زفافِ غريبٍ،
تتفجَّرُ داخلَ بشرتِكِ، وداخلَ المطرِ، وأَلفُ
لسانٍ ينبضُ. تكُونِينَ قدْ تغيَّرتِ"
فِي الخارجِ، توقَّفَ الثَّلجُ أَخيرًا.
فِي أَرضٍ نادرًا مَا يتساقطُ الثَّلجُ علَيْها،
كنَّا شَعرْنا بأَيَّامِنا تزدادُ بياضًا، ولَا تزالُ.
اعتقَدْتُ أَنَّ الأَلمَ ليسَ لهُ لسانٌ، أَو أَنَّ كلَّ لسانٍ
فِي الآنِ ذاتهِ، هوَ مُترجِم أَسمَى، وغربالٌ. أَعترفُ
بخَجلِي. أَنْ تعيشَ علَى شفَا العربيَّةِ، وتجذبَ
خيوطَها الغنيَّةَ بدونِ فَهمِ
كيفيَّةِ نسجِ البساطِ... ليستْ هديةً لديَّ.
الصَّوتُ، ولكنْ ليسَ المعنَى.
ظللْتُ أَبحثُ مِن فوقِ كتفِهِ لأَجلِ شخصٍ مَا آخرَ
أَتحدَّثُ إِليهِ، وأَتذكَّرُ صَديقي المتوفَّى الَّذي يخربشُ فقطْ
أَنا لَا أَستطيعُ الكتابةَ. مَا الجيِّدُ الَّذي يمكنُ لأَيَّةِ قواعدَ
لهَا بعدَ ذلكَ؟ لمستُ ذراعَهُ، وقبضتُ علَيْها بشدَّةٍ،
وهذَا لَا يمكنُ أَحيانًا أَن أَفعلَهُ فِي الشَّرقِ الأَوسطِ،
وقلتُ، سأَفعَلُها، وأَنا أَشعرُ بالحُزنِ
علَى قلبِهِ الطَّيِّبِ المُتزمِّتِ. لكنْ فِي وقتٍ لاحقٍ فِي شارعِ زَلِقٍ
نادَى علَى سيَّارةِ أُجرةٍ بصياحٍ مؤْلمٍ! وتوقَّفتْ
فِي كلِّ لُغةٍ، وفُتِحتْ أَبوابُها.