لم أكن أعرف أنه سيتوقف، لم يكن يبدو عليه ذلك، لكنه توقف، فجأةً كما يفعل أحدنا حين يصل منتصف الطريق ويتذكر أنه ترك باب البيت مفتوحاً أو طبخةً فوق النار أو مذكرات سرية في متناول الأيدي. نظر إلى البحر حيث إسبانيا تلوح من خلف الضباب مثل السراب، أمعن النظر، ثم بالطريقة المعتادة العصية على الفهم، كان البحر قد غير مكانه آخذاً في الانسكاب من عينيه. التقطت هذه الصور، وأعرف أنه سيسامحني كما يسامح بعضهم البعض، أولئك الذين لهم النظرة القديمة نفسها المتروكة على ضفة بعيدة، نظرة قديمة ستظل تعذبهم بالنظر إلى المكان المستحيلِ على القدم.
طنجة - سور المعكازين.