جاكلين سلام
عن الحلم وثيابهم
الذين أحلم بهم يأتون بالثياب ذاتها كما غادروا
يأتون خطفا بنفس الهيئة والمقاس وتسريحة الشعر
يلبسون الأحذية ذاتها
أيامهم لا تهترأ بعيدا هناك
أحذيتهم وثيابهم لا تتماشى مع الموضة
ويبقى ما في قلبهم - في قلبهم
ومن يعلم ما في القلوب!
كالعادة لا يفصحون
وكالعادة أسيء التقدير
هم أيضا لا يعرفون ما يكفي عن قلبي ومفروشات الحلم الجديد
ماكرون كالعادة، ويحسنون الإيقاع بي،
وأمنحهم هذه المتعة لعلهم يبتهجون
...
...
جميلون كما كانوا، وصورهم لا تخضع للزمن
يأتون في الحلم محملين بالحب الافتراضي الذي كان
يأتون بذاك الشغف وتلك العين الغامضة
والصوت المرتبك..
...
...
قبل أن يغادروا من جديد،
يتركون في سرة الليل وردة بيضاء كتب عليها: أتينا ولم نجدك،
سنعود!
وأفترض أنهم عائدون-بشبابهم وثيابهم وأحذيتهم العتيقة
...
...
دائما، ينامون في غربتهم عني وأتابع الحياة بشغف بعيدا عنهم
أحلم بغيرهم وأحلم بوجوه لم أعرفها من قبل
ولسبب ما
يتعذر علينا أن نرى امتداد الحلم في غير أرض الخيالات
هم الذين يأتون
بوداعة الأطفال
وجلد الأمهات
...
...
وقد يكون هذا هو الحب
في ميزان أولئك الذين يأتون ويذهبون ويتركون باب الحياة مواربا على الحديقة التي تزينها شجرات الليمون
مشاتل النعناع الأخضر
وشجرة صبّار معمّرة.