ليوم الأرض
ليوم الأرض .. لكل الأرض.....
أنا طفلة الشجرة , حملتني نصف قرنٍ بجوفها , كنت أسمع أحاديث العشاق حين كانوا يحفرون قلوب وسهام وبعض حروف فوق جذع أمي , كانت تتألم وكان الحرف والجرح يغرس بجسدي الجنين .
ومنذ ذاك اليوم وأنا أحمل بذاكرتي لغة العشاق وزقزقة العصافير وتعلمت من السناجب خفة وسرعة إلتقاط الحرف كما بندقة أخبئها في روحي مَؤونة شتائي لأدفئ بها يومآ نصي المتجمد جوعآ للقمة غزل..!
عاشت أمي قرون وهم يستحلبوا من سعف جذعها , المطاط والصمغ ونوع آخر من اللبان لطق الحنك بكلام فارغ .
أما في أعالي أغصانها الفارعة , عشعشت غربان سوداء يسمع نعيقها كلما لاح على الأفق أشلاء من تتطايرت أجسادهم من تفجيرات وقتال في تلك القرية المجاورة لها والتي تكاثر بها أصحاب اللحى السوداء وبسيوفهم كانوا يجزون رؤوس الأبرياء.
إزدادت الكوارث بمحيط أمي الشجرة وتقلصت دائرة الخطر بعنقها أكثر فأكثر حتى أقاموا عليها الحد وقطعوها.
أنا يتيمة تلك الشجرة ورثت منها آصالة جذورها وذاكرة الألم لتاريخها المشبع بالدماء
.
