الرئيسية » » نجمة كسيحة بجوار السماء | أفين إبراهيم

نجمة كسيحة بجوار السماء | أفين إبراهيم

Written By Unknown on السبت، 14 مارس 2015 | 7:23 ص


نجمة كسيحة بجوار السماء
أفين إبراهيم


نجمة كسيحة بجوار السماء

الحصان جائع ..
جائع جدا يا أبتي...
النهر بعيد والملح على حافة القصائد لزج كجثة غريب..
لا أدري من منا غفى، أنا أم الحصان ..
العشب في روحي طويل و هديل النجمة اليتيمة على حافة القمر حزين..
حزين جداً يا أبتي...
لا ادري من منا أتى , أنا أم الحصان ..
دخلت المدينة و في فمي مجزرة ..
رسمت وجوه القتلى وحفرت لكل واحد منهم قبراً داخل الصهيل في روحي .. 
ثم نفخت قبة من الفراشات..
و صرخت بقوة..
لم يجتمع الأطفال حول المقبرة هذه المرة ..
لم يكن معي سكاكر كل ما كنت املكه هو قبة من الفراشات صنعها الحب ..
حطمها أطفال الحرب وظل القبر بلا قبة ..
لا أدري ..
لا أدري يا أبتي من منا أخرس الليلة أنا أم الشعر ...
أرسلت ذاكرتي لتبحث عن أطفال الجبال الذين أضاعهم الطريق ...
أرسلتها لتصالح التراب على الماء ..
الماء على الحريق والحريق على الضوء ..
وتعيد أشلاء الجثث والأحلام للتراب ..
لا أدري ماذا حدث هذه المرة أيضا يا أبتِي...
أشتعل قلبي وظلت الأشجار حولي فارغة...
من منا مريض من...
منا مصاب ..
من منا جريح..
أنا أم الشعر أم الطعنة.؟
وصل إخوتي متأخرين وجف البئر في فمي ..
وأنا اليتيمة بدونك ما زلت أسأل ..
من سيطعم الحياة غداً؟ ..
من سيغطي كتف حبيبي البعيد إذا ما مسكتني رغبة بعدم النهوض؟ ..
من سيهدهد الأغاني ويدندن للنجمة القريبة حتى يهدأ حصاني الجائع؟..
من سيغسل اطراف الورود المشلولة و يفك العصبة عن عيون الرصاصة العمياء؟ ..
ليصل حصاني الجائع ..
من يا أبي؟ ..
من؟ .. .
الحصان جائع ..
جائع جداً...
النهر بعيد والملح على حافة القصائد موجع ..
قلت لي مراراً لا تضعي الشمس والقمر في كف واحدة ..
ستسقطين كالريح ولن يبقى منك سوى ريشة...
لا أدري يا أبتي مذ رحلت وأنا اقلب ضريح الشعر وأتدحرج ..
أتدحرج كحبة جوز على صدر المدن المثقوبة..
مذ رحلت والحصان جائع ..
جائع يا أبتي والنهر الذي أهديته لحبيبي ينهض كل صباح ..
كل صباح يا أبتي ليغتسل....
سجادة الصلاة كما هي ..
والدعاء الذي تركته مازال يحوم حول قلبه...
يبحث عن سنونوة جديدة تحمل روحي إليه..
حمامه النائم على حافة النافذة..
و غبار قراه يقفز فوق جسدي لا يود النهوض..
أفتح الباب ..
أحضن معطفه الوحيد..
وأعد له قهوة الصباح ..
أدخل وأملأ مكاني الفارغ على الكنبة..
أفرش أصابعي عقداً من الياسمين لوجهه الصغير..
أصابعي التي تعبت...
أصابعي التي تعبت جدا يا أبتي ...
من كتابة الشعر و توسل العصافير كي تبقى قريبة منه كل الليل لتغطيه..
أصابعي التي لا تستطيع اختراق المعنى وتعود إلى صدري قبضة حزينة..
حزينة جداً يابو .. ..
مذ رحلت وأنا أتدحرج ..
وحبة الجوز لا تتوقف... 
تأخذ سناجب قلبي.. 
تأخذ الليل الذي يجري أمامي ذاكرة حنونة تلاحق صورة..
تتدحرج وتعلم الحياة كيف تجيد الحب قبل أن تطلق الرصاص على ذلك القمر البعيد....
ثم تشدني ..
تشدني وشعر القطارات التي مرت على قلبي كل هذا العمر ولم تأخذني إليه.. ..
تتدحرج وتبكي ..
تبكي يا أبتي عوضا عني وعنك ...
في كل مرة تكتبه القصيدة...
لا أدري ...
الحصان جائع...
جائع جداً يا أبتي...
النهر بعيد والحب على حافة العتمة يؤلمني ...
يؤلمني جدا يابو وأنت بعيد ..
بعيد جداً ولم تمت بعد ..
لم تمت.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.