مواعيد مع صفصافة الحي
فدوى الزياني ..
الخامسة صباحاً
سأكون أول من يستيقظ لأستقبل قداس طيور أومأتُ لها أن لا تزقزق قرب نافذتي ،
الزجاج المعشق فيها دهاليز أحلام هاربة..
و أنا سأمنع صوتها عن العالم
لا بأس .. بعض الأنانية تنفع مع عالم لا يأبه إلا بنفسه .
في السابعة صباحاً إلا عصفورتين :
الفطور مع دجاجات يتسكعن ما بين المزارع والطريق السيار بين البيضاء والرباط ،
العاشرة أظنه موعدي القرمزي المعتاد مع ساعي البريد .. لا رسائل !
أعلم ذلك لكني لن أغفل موعدي معه وإذا تعذر حضوره سأنتظر سرب الحمائم الآتية من القرى الهولندية ، لن تخذلني حدائق التيوليب هناك .
في الحادية عشرة بتوقيت دجاجة الجيران
سأجهز الغذاء لقطط الحي
و أداعب السردينات الهاربة
من قصائد الشعراء
بحورهم المالحة تغوي القفاطين الضيقة والشفاه المختومة بالشمع الأحمر .
بعد الظهر أظنني سأكافئ الشمس بقيلولة تحت الموج
في هذا الوقت بالذات من السنة
تميل مخلوقات البحر إلى التزاوج والكسل،
و أميل أنا إلى التكلس كجيرٍ بخل عليه الماء ،
بعض البرد لن يضر بنا نحن بني البشر
بينما تستمتع الشمس بالفرجة على تزاوج حصان البحر.
في الخامسة مساءاً
سألبس فستاني الأخضر كلون عيون فتاةٍ افغانية خارجةٍ من تحت أنقاض قذيفة
و أدعو صديقتي شجرة التين العجوز لفنجان قهوة بالقرنفل على سور القرية
لن تتأخر كعادتها وستأتي بجارور من عسل التين
نغمس فيه أصابع النهار ونحن نستقبل نجمة الشمال الضاحكة.
بعد منتصف الليل لي موعد مهم مع نفسي،
لا رغبة لي في لقائها الليلة
إنها تذكرني دائما بأنني امراة وحيدة و منكسرة،
متشبعة بالعطر و السواد كإصبع فانيلا
سأهرب في حلم إلى عشٍ قرب نافذتي ،
أذكر هدهدة صفصافة الحي في ليالي الصيف،
ﻻ بد أني سأنام دافئة وصغيرة تحت جناحي أمي عصفورة الدوري