ونحن نقترب من المنزل، نخلع قفازاتنا، حيث يشكل البرد غلافا رقيقا من الجليد حول أيدينا..
تقولُ لي إنك تؤمن بمقدرتي على الصمود تحت التعذيب من أجل أطفالنا.. تعتقد اني امرأة شجاعة
أتكئ على الباب، وأبكي..
تتجمد الدموع على خدي
تصدر صوت طقطقة هشة
أرحلُ بفكري إلى النساء اللواتي يقفن عاريات قرب النهر المتجمّد
حيث يسكب الحرّاس دلاء الماء عليهن
يتلألأن كأنهن أشجار في عاصفة ثلجية
لم أعتقد يوماً أنني قادرة على التحمّل.. حتى من أجل أطفالنا!
كل ما أردتُهُ هو أن أقف كحاجز بينهم وبين الألم
لكني.. جئتُ من طابور طويل من النساء اللواتي وضعن أنفسهن أولاً !
أتكئ على الباب الضخم البارد
يبرق وجهي في وهج الجليد
كطريق محفوف بالخطر
أفكرُ في المساعر التي تقلّب الجمر
كل تلك العصيّ وجِلد أطفالي.. تلك الطبقة الرقيقة التي تغطي أجسادهم
* شارون اولدز: شاعرة أميركية معاصرة ولدت في ١٩ تشرين الثاني نوفمبر ١٩٤٢ في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة, وحصلت على عدة جوائز مهمة منها جائزة بوليتزر للشعر وجائزة تي اس اليوت للشعر.
** فاطمة نعيمي: مترجمة من البحرين