الرئيسية » » سيلفيا بلاث | بضَوْء شَمْعة

سيلفيا بلاث | بضَوْء شَمْعة

Written By هشام الصباحي on الجمعة، 12 ديسمبر 2014 | 10:58 ص

هذا الشّتاء، هذهِ الّليلة، حُبٌّ صغير
شيءٌ كشَعْر حِصانٍ أسْود،
سِقط المتاع، أعجميٌّ فظّ
مصقول بالبريق
أي نَجْمات خضراء تلك التي تَجْعله عند أبوابنا.
أمسكُ بكَ على ذراعي.
لقد تأخّر الوقت.
الأجراسُ البليدة تنفُثُ السّاعة
والمرآةُ تعوم بنا نحو قوة وحيدة لشمعة.
هذا هو الماء
حيث نلتقي أنفُسَنا،
هذا التألّق النوراني الذي يتنفّس
و يذوي بظلالنا
فقط ليلفظها مرّةً أخرى
بعُنفٍ و قسْوة حتى الجدران،
عود ثقاب واحد تشحذه يحولّك حقيقة.
في البدء لن تُشعّ الشّمعة حتى أوجّها
سوف تًـنْشَـقُ برعُمَها
حتى تقريباُ لاشيء مطلقاً،
حتى برعم أزرَقٍ باهت.
أقبُضُ على شهقتي
حتى تصرصر فيك الحياة.
قُنفذٌ مكوّر،[3]
صغيرٌ ومتشابك، السِكّينة الصفراء
تزدادُ طولاً، هيا أقضم فريستك
إن غنائي يجعلك تزأر.
ألجأ إليك مثل زَوْرق
عبر البِساط الهندي، على أرض باردة
بينما ذلك الرجل النحاسي
يركع مُنحنياً إلى الخلف بكل ما يقوى،
رافعاً عموده الأبيض المضيء
ليُبقي السماء في مجدها.[4]
كيسُ السّوادِ ! في كلّ مكان، مربوط ، مربوط،
إنّه لك أنت أيّها التمثال النحاسيّ
كل ما تملكه إرثاً قد تداعَى.
عند كعبي قدميه
ناصور يخرج منه خمس قذائف نحاسية،
بلا زوجة ولا طِفل.
خمس قذائف كروية !
خمسُ قذائف نحاسيّة صفراء فقط.
ولكي تحتال عليهم يا حبيبي،
ستسقط السماء من فوْقك.
_____________
[1] كتبت الشاعرة هذه القصيدة في فترة متوترة مشحونة من حياتها وبعد انفصالها من زوجها وانعزالها مع أطفالها، تصنّف القصيدة كشعر اعترافي (confessional poetry) والتي كتبها العديدين من الرواّد مثل روبرت لويل في بعض نصوصه. بدت الشاعرة هنا في نوبات اكتئابية حادة
[2] الترجمة الحرفية للكلمة هي (السائل) ولكن رأيت استبدالها بالماء لإيصال المعنى والاندماج مع السياق.
[3] تبدأ نبرة خشنة لسيلفيا في هذا المقطع و أسلوب تنفيري فُسّر بأنّّه إحساس الضعة وتعمّد الرثاء القاسي، تخاطب طفلها تارة وزوجها تارة أخرى (بينما ذلك الرجل النحاسي) .
[4] ساخرة؛ بمعنى أن السماء ستسقط بدونه.
*
ترجمة د. شريف بقـنه


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.