لا أحبّ القصائد الطويلة مع أني لا أكتب شيئاً
مشاعر زلقة سرعان ما تختفي
هي التي تحمل ببطنها أجنّة الكلمات
ثم لا تلدهم، تستعيرهم عين الصقر
التي ترى أبعد ممّا تخلّفه الشهوة للحبّ
**
أحتاج دائماً أن أستحضرك
ليدرك الأصدقاء أنّه يوجد سبب لقلقي
قلقي الدائم حتى من رنين الهاتف
طبق الشاي في يد النادل
والإرتفاع غير المبرّر لمقهي "الشبعان" بسيدي بوسعيد
أنثر الأزرق على الطقس وأنقر بطرف سبابتي على الطاولة
أنا قلقة .. هكذا أتمثّل يدك، أشبك خنصري بخنصرك
إصبعك دافئ وطريّ لكن هاهو أمتن من أبوّة العصفور
تاركاً أولاده يتصايحون في العشّ
أعاينه بنصف عين : لن يجلب الدود ليأكلوه
الأرض دود ، أضخم من منقاره
لقد صدم جسمه الصغير بأقرب جذع
لو مات فعلاً أقول لنفسي فإنّك ستعود
أعرفك تركبُ على مآسي الطبيعة دوماً
لأظنّ أنّ لكَ خطوة أوسع من التقديرات
وأبقي مفتونة بمعجزاتك التي كانت فانوساً
في ظلمة جهل البراءة !
**
أخطو بعيداً اذن ..
بيأس أحصي الكراسي
والطاولات ..
شهيّتي مفتوحة حتى آخرها
لألدغ سكينة المكان
أقفزُ شاتمة قطّاً سمينا يمرّ بغنجٍ بين أقدامي
ينظر لي بإستنكار كان متوقعاً ضحكة واسعة
ومداعبة فرو تثير فحولته
لا يفهم بالتالي طلاء أظافري الأحمر
أنظر في عينه مباشرة :
ألجم صوتي وأيضاً أتذكّرك
لم أعد بكّاءة كعادتي
أطلب من ابنتي أن تعدّ كم بقي
من قطعة نقدية في محفظتي
**
في البحر
أنا الزبد الأبيض على وجه الرمال
أنسحبُ مثله أيضاً من الدفء
ومثله أذوب وأتجمّع
صوّري الأسماك أردّد على مسامع
طفلتي من جديد
تقول : ما أجملهم لا سيّد هنا ولا عبد
لا أفسّر لها أنهم قويّ وضعيف
الكبير يأكل الصغير
(حوت يأكل حوت وقليل الجهد يموت )
لا أفسّر لها
مجرّد احترام للمسافة
بين العين المجرّدة والمكبّرة
حماية لجمال البُعد
وفتنة المسافات
التي لا تؤدي أبداً
أبداً