ديمة إبراهيم
"لتنجو قليلا"
حاول أن تحب ما بقي منك لتنجو قليلا..
كبقايا الشفة السفلى العالقة
من أثر قبلة و تلمظ ذئب
كأصابعك الملفوفة بنشيج الجرحى..
التي تحاول أبدا ضمها إلى صدرك
كأعضائك التي مازلت تتوهم وجودها سرا
بعد أن سرقتها الحرب منك
و صدعتك سخرية مع كل ضحكة لسقطة ندت عنك
حاول أن تحب ما بقي منك لتنجو قليلا بعد..
أكتب قصيدة رديئة
احرقها ثم تمن أمنية...
تنشق خيط الدخان و احلم..
أنك لا تبتئس..
أنك لست رديئا في عيني طفل
حاول أن تحب ال "أحبك الأخيرة"
الغارسة أسنانها بحلمة أذنك
منذ آخر قصة حب عبرتها في تاريخك المدجج بالأفخاخ
قد تحيا هنا، حقا قد تصير إنسانا كاملا
حاول أن تحب ما بقي منك لتنجو
كفكف ما تهدم من منارة جسدك
و انفخ عن عيون الأرصفة المغتربة رمالك
الريح ذات معجزة ستهب نحو الأعلى
يمم شطر وجهك السماء ثم اطعم البحر نفسك حرا من دموعك
ستهطل شتاتا حلوا في حضاراته الغريقة
ستثير رعشة الحياة في مدن الملح المترسبة في قاعه
حاول أن تحب ال "ما بقي منك" علك تنجو كثيرا
بينما الموت يعبرك..