أمينة الصهانجي
هذه الشاشة المنصوبة داخل رأسي
مكتظة بالصور
بالأصوات المتداخلة
بالأفعال المحبوسة والطليقة
الراقصة كنسمة تتفلت من بهجة مخادعة
رزينة كجثة لا يهمنا اسمها
بعيدة كطريق بلا لافتة
لصيقة بالسؤال كمتاهة على طرف الخطوة الثانية
هذه الشاشة المنصوبة داخل رأسي
بها دروب زلقة ... تتسكع عليها أسماء .. أضواء .. شارات .
بها منافذ غارقة في العتمة
تمتص روائح لا تتبرج إلا بألوان بلا اسم
تنفث بين الحين و الحين خيوطا زاهية التشابك
لم تتعلم بعد أبجدية العناوين
ولا لمسة الأصابع الذكية
بها حوانيت تعبق بالقصص
بها دمع يفيض بلا سبب
و لأجل ألف سبب جاهز للشرح
بها ابتسامات تجوس عبر الصور
بلطف الجدات القديمات
تضوع كـــحناء تعرقت في الكف
بها حروف تضخ السؤال و الجواب كشلال مرهق
يمرر العالم عبره بلا هوادة
و يرتب ابتسامات الضجر على حائط النظر
هذه الشاشة المكتظة بالحكايات
تنوء بالترتيب
تغازل النسيان البليد
ولا يلين
تعارك طوقا يلوح من بعيد
لكن الضوء يشتد توهجا
و تعلو موسيقى الضجيج
و تتقافز الجنيات الشريرات من منافذ الهرب
هذه الشاشة اللعينة تسيل من الحروف
جمرا من كلام أعجمي اللهاث
بعيد المرتقى ... غريب القسمات
لكنه كـــكل نجوم الشاشة
له سحنة اليأس اللذيذ
ككل نجوم الشاشة
يغري بالــــ موت