جوليت انطونيس
ثرثرة
*******
لست بمزاج يسمح لي بالثرثرة
لكنّي ..
رأيتُك في ما يُشبه الحلم ..
ليس بالتحديد حلما
بل اكثر من واقع بقليل
كنتُ أقف هناك .. لا أذكر أين
وكنت أحمل بين يديّ طفلا من ماء
لا أذكر ماذا كنتُ أرتدي
لكنّ ثوبي كان رطبا ..
ودمي ينهمر بغزارة على قدميّ
كنت أسعى للهرب ..
ما هذا الحشد من التساؤلات ؟
كيف أمرّ دون أن تعلق رائحة الشك بأطراف ثوبي؟
هل هذا أنت ؟
أو أنني أصبت بدوار الصمت عندما اقتحمت أمواج اليقين قاربي
متى كان ذلك ؟ لا أدري
لم أحمل ساعتي ولم أتمكن من تحديد مكاني
ثمّ أصبت بالدوار ..
مهلاً ..
لم أرَ بحرا
بل فضاء يشبه البحر
لكنني أجزم أنّي كنت هناك
أين ؟ لا أعلم ..
لم أكن أضع الحلي لكنّ شيئا ما كان يلمع
كدت أعرف ما هو !!
إلّا أنني أصبتُ بدوار الصمت حين اقتحم اليقين قاربي
وعندما استفقتُ لم أعلم أين كنت ومتى
لم أكن أضع ساعة في يدي
أذكر أنني رأيت شيئا يهوي من علوّ شاهق
وثمّة شيء كان أزرق ..
هل كان نورسا ؟
لا لا .. كان شبه طائر
رأيت جناحية يذوبان كالشمع
ثمّ سقط في ما يشبه اللازورد
أقسم أنّه ..
كان أنتْ ..
نصفك عار ونصفك الآخر فارغا
وكانت الساعة تشير إلى النهاية ..
لا تحتاج النهاية لساعة يد
وأنا كنت هناك ..
لم يتسنَّ لي ارتداء سترة الوهم لتراني
ولا لأملأ بعضي بترهات البحر ..
لم تسمعني ..حين ناديتك
لا أذكر كيف تبدّدت
لكنني رأيت نارا
إندلعت في هشيم أحشائك
كان وهج النار يلمع ..
ثمّ تسرّب طفل الماء من بين أصابعي
وأصابني دوار الصمت ..