رجلٌ في وتيني
هالة حجازي
يا رجلاً
يتشكلُ بروحِ امرأةٍ
مُفعمةٍ بالسِحرِ والجمال
أُيُها الأشمُ
المُتموسقُ بيَ حدَ الجنـونِ
المُتدفقُ في وتيني
عِشقَ قلبيَ المَفتـونِ
يا من نُحِتَّ بإزميلِ الزَمـانِ
وخُلقتَ من نُطفةِ البيـانِ
فمثلكَ لمْ يُنجبِ الدَّهرُ مرَّتينِ
يا منْ أبصرَ الأعَمى
في دياجيرهِ
وأيقظَ الأصمَ
من غفوةِ زمانهِ
وفجرَّ الحَجَرَ
فنطقَ أجملَ كلامِه
لم يبقَ شاعرٌ ولا عاشقٌ
إلا وتَغزلَ بأُنثـاكَ بيروت
كلُهم مثلوا دورَ تَمُّـوزَ
أمامَ عشتروتَ
الغَافية على شواطئِ صدركَ
والمثمرة على عِرائِش كَتِفَيكَ
كأَّن عِنبكَ لا يَنضجُ إلاّ بها
ونَبيذَكَ لا يُثمِلُ بـِ غير رضَابِها
سـيدي
أنا ابنةُ الشَمالِ
ثَمرةُ طَرابلسَ الفيحاءَ
إبنةُ هاماتِ الأرزِ
أكسيرُ الصَنوبرِ
خَدُ البحرِ
عينُ السماءِ
خاصرةُ الوادي
غَنْجُ السواقي
شموخُ الجبالِ
خيالُ وقوافلُ قَلمِ جبران
سأُعلِمُكَ
أَنكَ الرجلُ الأشهى
سأشمّرُ عن سواعدي
وأغوصُ بكَ أكثرْ
ضُمني كـَ طفلةٍ
إلى جسدكَ الأخضرْ
فـَ تضاريسُكَ تَحتاجُ للغةٍ
بل أكثرْ
يا من تتحولُ بين يديَ
من عالمِ رجالٍ
إلى طفولةٍ
تنمو وتكبرْ
سـَ يقولونَ
يا لـ جرأةِ تلكَ المَرأة
كيف بـِ رجلٍ تتغزلْ ؟
ومن دِنانِهِ تهذي
وتسكر
أريدُ التوحدَ بك َ
التشكُّلَ
التقمصَ
سأكفّرُ خطيئةَ المَسافاتِ
وأحتالُ على الوقتِ
لأتواجدَ في حَضرةِ جَلالتكَ
أتطهر
اقترفتُ حُبَكَ أربعةَ فصولِ
وتــا اللهِ سيزدادُ جنونيَ أكثر
ومن بعدِ طُولِ انتظار
سأزِّفُ لكم حُبي علناً
وأجهرْ
لبنااااانُ
يا قطعةً من الجَّنة
يا روحَ الوجودِ
تلافيفَ العقلِ
تباريحَ العشقِ المجنون
وسرَ الغموض
ستبقى وحدَكَ
ملاذيَ الأكبر