أمي ...هل تسمعينني؟
أمي ...هل تسمعينني؟
تحترق عيوني من صمتها ..
لم أعد استطيعُ البكاء ..
وكل اوجاعي تتنصل من خيط الروح .. والروح اين لها العزاء..؟
أمي ..
ماعدتُ التي تتخبط كالأطفال غضباً حتى أغسل انفي من طين الذنب وتغتسل احداقي في دهشة الغرباء ..
ماعدتُ الباسمةَ عن مضضٍ ..
ولا التي تقول انا بخير كي لا ينال منها الشقاء ..
أمي ..
هذا الألم لا يرحم .. هل ناجيتِ عصفاتهِ بجسدي .. وصرختِ في وجهِ خناجرهِ ..
أني وحيدتكِ وأني زهرة لا اجيد الانكسار عصفاً...لا أقوى على بَرَدِ وغضبِ السماء ؟
قولي لي يا امي :
هل نسيتِ يوما ان تقدمي في طفولتي عطايا الحب للمسنين وتطعمين للعابرين خبز السخاء ..؟
أمي ...
كم اتوقُ لموتةٍ ابدية يكفنني فيها حضنكِ دون حنطة دون ملح دون ماء ...
سالتكِ بالله ...
طوفي لأجلي حول كعبة الحب ..
فقد سمعتُ يوما عرافةَ الحي تقول أن الحب دواء لكل داء ...!
وإني وإن اطلتُ السؤال عليكِ
فهذا يا امي كي لا ينقطعَ الرجاء ..
أهدا ذنبي .. ام هي المشيئة وحيث تمشي اقدارنا تأخذنا كما تشاء ؟؟
لا زالت هذه الغصة ُ تتحشرجُ في حنجرةِ القلبِ يا أمي .. ولا سبيل لرشفةِ ماء ...
اليكِ أمي مناديل اللقاءاتِ تلوحُ في شوقٍ يدكِ الحانية ...
ووجعي يَمضيْ وَإِنْ مزقَ العمر وانتِ يا أمي فرحتي الباقية ...