الرئيسية » » أمينة الجدعاني | أحب المدن المكتظة

أمينة الجدعاني | أحب المدن المكتظة

Written By هشام الصباحي on الخميس، 18 ديسمبر 2014 | 1:11 م


أحب المدن المكتظة 

تلك التي يمكن لأفكارك أن تضيع فيها ،
أن يكون بمقدورك إخفاء فجع الأسئلة 
حين تطل من النافذة 
والسيارة تسير كسلحفاة
تمعن النظر في وجوه الأطفال
وهم يلهون على أراجيح الشاطئ
من يركضون خلف طائرة ورقية انسلت خيوطها 
لتنطلق في السماء بلا قيود .
وهم يصرخون بحزن :
طارت للبعيد ، 
لكنهم مالبثوا أن أكملوا لعبهم 
اللعب الذي لا ينتهي 
وكأنهم ما فقدوا شيئاً !
لم يتوقفوا للسؤال حتى:
كيف ستبصر -الطائرة الورقية -الدرب وحيدة؟!
كيف ستقف أمام سطوة الريح أم أنها ستهوي
كخرقةٍ بالية حين لا يحملها النسيم؟!

**
المدن الهائلة التي تكتم وساوسك

في كل مرة تفزعٌ من مزمار سيارة 
سائقها غاضب من الزحام ،
الزحام الذي تجده الأمان 
لك من أفكارك الحمقاء
من أسئلتك التي تلتهم 
طاقتك ، 
طاقتك التي بدونها 
ستشيخ مبكراً
حتى قبل عجوز الحي
التي تضحك بصوتٍ مجلجل
وهي تلقي نكتةً عن زوجها الميت
ثم تكمل ضرب الودع لنساء الحي المجتمعات،
هذه العجوز الضحوك أغرقت نفسها في أوهام الودع
وحكايات الطالع ، وقصص قديمة عن زوجها الميت، 
الزوج الذي لم تتزوجه أبداً إلاّ في مخيلتها ،
هذه العجوز عرفت كيف تغافل زحف الأسئلة 
بأن تظل وسط الزحام 
وسط الحكايات التي صنعتها هي،
حتى أنها تنام وصوت المذياع يهش عنها
فزع الأسئلة التي توقظها ليلاً!

**
المدن الصغيرة الهادئة 

يمكن لها أن توقظ أوجاعك 
أسئلتك ، أفكارك الرعناء
بصراخها الذي لا يمكن 
إغفاله وسط هذا الهدوء الخانق!

.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.