رتَّــل حلمــــاً...
وهو يعتلي صهوة الشّمس...
إحتـــرق هـــو...
وبقي الحلم برفقة الشّمس...
كلّــــما أشرقـــتْ...
داعب أرواحا أضنتها اليقظة...
وصبَّ في وعائـــها من رحيقه كأس...
وتغيب الشّــــمس...
ويغيب مع الشّــــمس...
ليلبس مع القمر حلّة الضّياء...
ويسكن السّمـــــاء...
كــــأنّــه سيّد النّجــــــوم...
في عينيه بريـــق...
ورمــــح وقـــوس...
يصطاد ببريقه الشّغف...
وبرمحه والقـــــوس...
يخترق أغــوار النّفس...
حــلم من صلب النّـــار...
يتقلّــب على الرّمضــاء...
مخدعـــه اللّيــــل...
ومـــلاذه النّـهــــار...
يستجير بالمــوت من اليّأس...
هل أرتشف الرّضاب...
من كأسك المصوغ من جمر...
هل أطفو على جفنيك...
وأرتديك معطفــــاً...
يقيـــني هزيــمة الأمس...
لمْلِمْ رمـــــــادي...
وانثره على المدافن...
غبـــاراً يصارع غبـــار...
لتصرخ على مرأى الحياة...
وتبكي حواسي الخمس...
إجمعني وبعثـــرني...
وأدر وجهك عنّــــــي...
إنّي سكنتُ الجنّة في العراء...
ضاجعتُ حلــــماً في زمن القيــظ...
حبلتُ بجنين مستــعار...
قلبــه ينبض وجعـــاً...
وصرخه تحّن لرفيف الهمس...
رتّــل شعائــرك...
فأنين الشّوك هراء...
وعرس الرّبيع أضحى الشّتاء...
لم تسق حبّات النّدى شغفي...
ولم ترتو الطبيعة من نهد العذراء...
أقــم طقوسـك...
ودقّ الأجــراس...
واذكـــــــرني...
ردّد إســــمي...
لتدمع عين الخريف...
ويهلّ موسم الهطـــول...
وينزاح عن جبيني الغمام...
وأسكن بين أهداب الشّمس...