الرئيسية » » قمع الحرير | شيرين العدوى

قمع الحرير | شيرين العدوى

Written By Unknown on السبت، 9 أغسطس 2014 | 5:46 ص


 
 قمع الحرير
 
شيرين العدوى


ستظلُ تحملُ ما تحملتَ
انخفضتَ أو ارتفعتَ
إلى جبال من معانٍ للكلام
إذ أين كان «الطُّورُ» «١» ينتظرُ الضياء
من أىِّ دود الأرض أخرجتَ الحرير
وكيف أسكنتَ الشرانقَ لحظةَ البعث
انكشفتَ تُكشِّفُ السُّكْرَ الذى خطَّ الجناح
فصار خطا جنب جرح جنب قتل
ثم من قمع الحرير خرجتَ
تبدأُ رحلة كبرى تصير معقدا كفراشة
سهلا كماء فى فلك
ما أسْكَرَكْ!
فى نخلة للحب كان لقاؤنا
فى صفحة التاريخ «بيَّازٌ» «٢» قديم
يحمل الوعد الجديد ويخرج الآن انتبه
أعلنتَ ما أسررتَ من نور مهيض
وذرتْكَ ريحٌ بعثرتكَ
كذر حب طار من طحن الغلال
على جلايب النساء
صرخن لك
ما أتمركْ!
كنتَ الصغيرَ تمدُ كفا غضَّة ً
وتفلسف الوطن الكبير بذيل أمك مفعما
لتصيرَ مفتول السواعد
عارى القدمين مكشوف البصيرة
هل أضاعتْكَ الطريقُ أم الطريقة ُ
أى شىء ضلَّلك؟
طار الفؤاد أأطرك؟
أو قد نسيتَ حنانَ أمك
دفءَ ثدييها وأنت تغافلُ اللبن الحرون
بعضَّةٍ من سِنَّة صغرى
على فكِّ طرى أعشبت
فتشاغل الكون اللئيم
بغمزة من طرف طرفك
ضاحكا عند انسكاب الخبز
أنهارا من اللبن المصفى
هو مَنْ أدلَّك دلَّلك
فأسرَّ سرَّك
بصرَّكْ.
أم هل تفيأت الظلال
وأنت تنتبذ الغداة
من أهل هذى الأرض
ثم تهز وجناتِ السحاب
لتمطر الإنسانَ هطلا
وحملت موجاً إثر موج إثر موج
من صبا بردى رباطُ النيل فى سبأ الأصيل
إلى فراتٍ من خزامى دجلةَ العاصى إلى الأردن
كم صُبَّ النبيذُ وأثقلك
ما أصبرَكْ!
ووقفتَ فوق الماء
مشدوهاً إلى معنى التراب
أخرجتَ نفسك مُرهِفاً
وقفتَ تسمع شدوها المنسابَ لما أوَّلك
من علَّلك ْ
بالنور حتى قطَّرك ْ.
إذا قلتَ لك:
ما ظلُّ نور ينطوى
فى عمق بحر يرتوى
من صَفْو شمسٍ بالضحى
إلا وظلٌّ محتجَبْ.
إذا قلتَ لك:
ما مالَ ثوبى حينما
مالَ الجمالُ وما نما
ثوبٌ بثوبى إنما
غشَّى ظلامٌ سرَّنا.
إذ قلتَ لك:
أقبلْ بوجهى حينما
وحدتُ سمتى فى السما
أخفيتُ نفسى إنما
فى كلِّ نفسْ.
إذ قلتَ لك:
ما سرُّ روحى حين روحى
غافلتْنى حاصرتْنى
فى التراب
فصرتُ ميتاً نابضاً
من كَّبلك
تكبيلُكَ الممتَدُّ كان تحرركْ.
أعلمتَ ما قال الترابُ لحصد مائِكَ
حين أقفرت البلاد
أنا الحديدُ
رفعتُ أعمدة البيوت
و قلتُ:
هذا الكونُ قريتُنا
فتخطَّفتك نسورُ قابيل انخطفت
فلا هلكتَ وما هلك
هل أطمركْ؟
هل كنتَ تذبلُ
عندما رددت أصوات النشيد
مع الصغار ضحى النهار
لتغيب أصوات القنابلْ
تنسى الحقولُ مدائحَ البارود
والموت المؤكد
وارتدَّ صوتك
ذاهلاً مثل السراب
عصفورةً للصبح رفَّتْ
ثم صار نحيبها فى الأفق أبيض
ناسجاً كفن السماء
فكللكْ
من أظهَركْ؟.
فرفعتَ كفَّك ضارعِّا
بُحَّ النشيدُ وأنت تهتف
جيكا نق يا بِِلاَّبيَّه بِِلاََّبيَّه
جيكا نق يا بِلاَّبيَّه بِلاَّبيَّه «٣»
فأعدت ترنيم الحروف
بدورة الكون الهصور
وأنت تنزف
ما أجملك
ما أجملك
ما أحملك
وجع المخاض وأمطرك.
......

١ــ الطور: نسبة إلى جبل الطور الذى كلم الله عليه موسى
٢ــ نسبة إلى حى البيازين فى الأندلس الذى قام أهله بثوره ضد تنصيرهم
٣ــ جِيكَانْقَيَا بِليا بيا بليا بيا «تقولها القبائل النيلية فى جنوب السودان تسمى (رث الشِّلُك) يغنون هذه القصيدة لاستقبال أى وفد أو وداعه هو ميراث لهم منذ خمسمائة عام ومعناها «نحن جئناك يا الملك فى ارضك لتحمينا ونحن واثقون بأنك فى أرضك تكرمنا وتحمينا».
 
 
 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.