الرئيسية » » أنا لم أكن أنا في الماضي | فاطمة البرجى

أنا لم أكن أنا في الماضي | فاطمة البرجى

Written By هشام الصباحي on الاثنين، 11 أغسطس 2014 | 7:33 ص

أنا لم أكن أنا في الماضي..ولا أعرف بالضبط, ما أنا الآن عليه..
لعله الدواء..
الدواء الذي وصفه لي الطبيب منذ سنتين.. بعد 365 جلسة..وربع الجلسة من العلاج. 
وعلى هذا..أنا لا أغضب, ولا أهدأ, لا أفرح, لا أحزن, لا أشتاق ولا ...لا أنسى. ذاكرتي مستطيلة مثل لوح زجاج.. أرى فيها كل ما أراه..
والباقي أمسحه بقطنة مغموسة بالحبر أو بريش من الفحم...
أحب كل الناس..وأعشق اللون الأخضر..
لا أكره في هذا العالم مخلوقاً..سوى القطط!!! 
القطط السوداء التي تزاحمك على أفضل الأماكن, أو حين تخدش بموائها البعيد ضوء القمر.
لكن, هذا الكائن الذي يسير في حفافي قلبي, على العمياني ..وبلا رأس! يمرّر اصبعه المقطوع ليتلمس شعرة قلبي....فلا يجد سوى جمرة تتوهج. 
أو ذلك الشريان الذي ينتفض, مرة واحدة, كل عامين تقريباً.....الحارس على بوابات الهواء..الحريص مثل أم, على دخول الحب ..ثم خروجه منه أول الفجر..مبللاً بالرغبات..
الرغبات المخمورة .. والعواطف المارقة على مهل!!! !!!!!
مهلكم: "سأحدثكم عن ذلك الفتى الأصهب: كان يريد ان يمشي..ولم يكن له قدمان..يريد أن يأكل ولم يكن له فم.. يريد أن يقضم الهواء..ولم يكن لديه أسنان..يريد أن يحب ولم يكن لديه قلب..يريد أن يرى ولم يكن له عينان. يريد أن يغتسل ولم يكن له جسد ولا يدان ولا وجه....يريد ان يمشط لكن لم يكن له شعر ولا رأس..
وبما ان الفتى الأصهب..لا قدمان ولا فم ولا أسنان ولا قلب ولا عينان ولا جسد ولا يدان ولا وجه ولا شعر ولا رأس له..
لذا, ما من داعٍ للحديث عنه, أصلاً"!!!!!!
*( ما من داع حتى للبحث عن اسم الكاتب الروسي المجهول, صاحب قصة الفتى الأصهب..لأنه مات تحت التعذيب...من زماااااان!)

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.