إذن.ها أنا أستعد لإستقبال يوم عادي..
اسمع صوت المطر..
اتخيّل نفسي مع فيروز: تحت العريشة..سوا.
أعرف ما الذي سوف يحدث بعد رشفتين أو ثلاث من فنجان القهوة هذا..
بعد قليل, ستصل شاحنة جمع النفايات..وسأقفل الشباك كي لا اسمع الهدير ورنين القناني الفارغة وهي تتكسر..
جارتي في الطابق الثالث, ستغلق الباب بهدوء, وتنزل الأدراج درجة درجة ..ثم تقطع الشارع بأعصاب باردة..كأنها ولدت فقط لتنزل الأدراج بهدوء وتقطع الشارع بأعصاب باردة وتقف عند اشارات المرور..بخطوات محسوبة بدقة..جارتي التي تعمل منذ سنين طويلة, محاسبة في الشركة المتحدة للأعلاف والأسمدة.
سيتبعها جاري السباك...والذي يعمل أيضاً مهرّباً بدوام كامل ابتداء من أول ساعات المساء! ومثل العادة, سيصفق الباب بقوة..سترتج البناية..وبخطوات سريعة, سينزل الأدراج , درجتين درجتين سيقطع الشارع بسرعة..سيمسك تلفونه ويصرخ....وسيختفي عند آخر اشارة مرور.
أعرف بعدها ما الذي سيحدث..
ستعود ابنتهما من المدرسة, ققبل انتهاء الدوام بكثير..ستفتح الباب بخفة..ستتسلل هي وصديقها بعد ان يخرج جميع سكان البناية الى العمل....ستعزف له معزوفتها الرديئة على البيانو..
سأسمعهما يتهامسان ثم يضحكان..ثم يتهامسان..ومن بعدها سيعم صمت شفيف المكان.
سيسمعان فجأة سصوت ارتطام كأس بالأرض وشتيمة مكبوتة..سيرتعد قليلاً..وستهمس له مطمءنة: لا تخف.انها جارتنا تحت في الطابق الثاني..هي دائماً هكذا.. تشرب نصف فنجان القهوة..ثم تنسى الباقي ..ترتطم دوماً بالطاولة..وهي دوماً توقع فنجانها على الأرض, ثم تهمس بشتيمة مكبوتة حين يخرج جميع سكان البناية الى العمل..
هي دوماً هكذا...
*( وكالعادة,..شربت نصف فنجان القهوة..و..نسيت الباقي..وها أنا أمسح الأرض من كسرات الزجاج وبقايا القهوة!!!!!!!!!!)