شاعر جبان /شعر مصطفى جلال
وقفوني
في حضن حيطة
قاسية .. زي الانكسار
أجبروني
أحط خدي في فتات الانتحار
وقْفِتْ الجدران تحاصر
قبل تقفيل المحاضر
قبل حتى البيه ما ييجي
أعلنوا فيا القرار
إنت خاين .. إنت خاين
كلمة طلعت من بواقي عقل متمثل كيان
كل ما نرد بسؤال
هو يتلجلج ويزعق
يرتجف كل المكان .. إلا قلبي
مهما كان
سانده برد حزين وقاسي
لونه كيف لون الحيطان
افتكرت هناك صديق
قالي يا ابني الشعر تهمة
مهما قلبك كان برئ
شعرك المرهون بموتك
خلى وسع السجن ضيق
وقفوني
وقفوني في لحد مظلم
حتى ضلي كأنه مؤلم
سكرتْ الأيام في عيني
والحقيقة اللي ف سنيني
حتى روح الكون خانتني
والتنفس ضاق ..
وفجأة
وفجأة صوتي صار آهات
آه آهات
وهو يكتب
إعتراف
دا قالي آه
إعتراف .. دا قالي آه
رجعوه زنزانة خمسة
واكتبوا فيها انفرادي
قولت عادي
كركبت فيا السنين
بس ضحكة قلبي لسة ...
فايرة قبلك يا أمين
رجلي وقفت
وقفت كل العساكر
قولت : رغم السجن شعري لسة برضه
لسة ساتر
هو ف الفرح ابتسامتي
هو معنى الصبح بدري
هو صوتي ف الحناجر
هو ف الزنزانة قادر
يحيي من ضلي اللي مَيِّت
مِيت قصيدة
وسط أنجاس السلاسل ... وحده طاهر
يا صديقي .. الشعر باين ع الحيطان
اكتبوا بدمك ودينك
أعلنوا بس ف ضلوعك
إوعى تنسى تحوش دموعك
يخلق الحزن ف ربوعك
يتركك من غير بيبان
كل زنزانة تلاقوها
اسجنوني جوة منها
واكتبوا ف كل المحاضر
تهمته .. شاعر جبنان
تهمته .. شاعر جبان
