ناهدة الحلبي
لا حبَّ.....دوني !
____________
وقعتُ بحبِّهِ قبلَ الوقوعِ
فأشقاني بما أخْفَتْ ضلوعي
سقاني الحبَّ من قلبٍ صديعٍ
كمثلِ الليلِ للبدرِ الطَلوعِ
وقال يحبُّني، فأراقَ دمعي
وأَنشُجُ لوعةً بدمٍ هَموعِ
وما كان الهوى العُذريُّ وِدِّي
فلا ظمَئي بِمَرْويٍّ وجوعي
وما برَكَتْ على خدِّي شِفاهٌ
تُذيبُ الثلجَ عن ثغرِ الصقيعِ
تَزيَّا بالشَّذا وأريجِ عطري
وعرَّى الرَّوضَ من زهرِ الربيعِ
وضَجَّ القلبُ من شوقٍ إليهِ
فآهٍ من دِما كبِدٍ وجيعِ
فتحتجبُ البدورُ إذا تولَّى
وإن وافى سَيُشرقُ من سُطوعي
تهافتَ نشوةً وبُعَيْدَ سُكرٍ
يجرِّعها بأكؤسهِ دموعي
فيحضُرني التقرُّب وهْو ناءٍ
وتُقعِدُني الهمومُ بلا شفيعِ
وتَغلبني إلى التَّسهاد عيني
بمنزوفِ الفؤادِ وبالولوعِ
إذا جاءَ القصيدُ بلا قوافٍ
كمَن يأتي القِتالَ بلا دُروعِ
وإن يهوى نساءَ الكونِ دوني
تُلاقيهِ المَنونُ بلا فجيعِ