تجلّيات القاع
شرين خليف
تجلّيات القاع
هناك في ذرّات الضوءِ المخفيّ ، القناعْ..
يتكلّم أشلاء المدينة المنتفضة من زجاج الذاكرة
من خدوش الأظافر المنْتَزعة
يُشكّل صدى الخُرْسِ و فواصل العتبات
خلفَه هذا المسير
حيث تتبخّر قاماتٌ دما و عناق
و تترنح الأعين المطْبقةُ
.. يا قناع
يا خجل المقابر
يا صخب العطش و تأوهات القاع
تمضغُنا خطا شفافا لا نكاد نُرى
نعْبُر أسفل الغبار
و نبلّل الوجع و نصعدْ
فوق رؤوسنا مسافات النأْيِ و الانتزاع.. بأقدامنا المتأكلة
****** ******
الان يتصاعد الغناء
و أجراس تتلاشى تردداتها في الأمعاء الخاوية
تتساقط البقاع
و تنغرس ظّلالها صبرا
في هياكل الرضّع النحيلة
و كتل الأجساد العارية المرصّفة المتقاطعة
في عينيك يا.. أيها القناع
تتهاوى جيئة أقدمنا و أنامل أصواتنا
و فتات الترانيم يصنع خبزنا
دخان يتصاعد من أفواهنا ها هنا في هذا الآن
يقهقه صمتا بين النيام
ليلتصق في الضجر السقيم
طينا و أنفاس بعثٍ جديد
****** *******
أيا هجينْ يا ماءً في فراغات مِلئ النهار
ثَرانا يتناثر من عينيك يسد ثقوب الخوف
يلوننا رمادياتٍ وسط الصحراء
في الهجير و عند زاوية لم نرَها بعد
تتسلّقُنا همهمات القناع
تلبسُنا بقرع النحيب ...خَلْقًا من نسل الرحيلْ