ساحرة
إبتسام أبو سعدة
ساحرة..
تمارس شعوذتها على دخان الغيمات
وتقيم همهمات السحر على أرصفة الموجات
ظلت تراقب دهشة الحنين..
وتشابه الأمكنة..
وحدها كانت تدرك ما يخفيه صندوقي الأسود..
وحدها كانت تبتلع أسراري الصغيرة في جوفها ..
فلا تبوح بها لأحد..
وحدها كانت تعيد ذاكرة ثلاثة عقود
عُجنت بعبق حب تلك الزوايا الحادة..
فتخدش في حركة..جرحا يضج بالأنين
تتفرق أناته تباعا ..
تسابق سرعة الضوء ..للولوج في النور
كم من عمر يمر دون ذاكرة؟
هل رأيت تمرد الحنين على الوقت؟
هناك همت على وجهي
استقبل الغيمات الهاربة من وطني..
هناك..جميع الآلهة تسكن الأرض
لتمنح البؤس لهذا الوجع الصامت
هناك..كل الآلهة صماء..بكماء..عمياء..
لا تلتفت لقرابينهم وصلواتهم ..
لك فقط ..أن تقبل وجه السماء..
حيث تسمع صدى صوتك الأخرس
يجوء أصداء ابوابها المغلقة
فتتفتح صباحات البقاء
هناك فقط..يبطل السحر..
وتتحقق الرؤيا