ماجدة الظاهري
لا تقتليهِ
ليليث يا رفيقةَ الريحِ
يرتجُّ البحرُ والحصنُ
وما بينهُما ترتعدُ كفُّ عاشقةٍ
امتلأتْ بالظلامِ أصابعُها
تتلمسُ السناءَ في حرائقِ أوردتِها
طريقاً يعيدُ خطاها من مسيرِ التهلكةِ
وحيدةً لا ثالثةً لها
ازدحمَ صباحُها بالأسئلةِ
ليترجمَ الليلَ تأويلاتُ الأجوبةِ
ترتقُ بأصابعِها الكفيفةِ فتقَ سوءتِهِ
تفقأُ عينَ المسافةِ
توغلُ في تجفيفِ ما انهمرَ من سماءِ آخرِ المواعيدِ
تدسُّ أنَّاتِ المزاميرِ التائهةِ عن الشفاهِ في ثقوبِ القصائد
تنآى الى نهدِ الحكايةِ ترضعُ زنبقةً تحتضرُ
اقتليها ولا تقتليهِ يا (ليليث )
وحيدةً لا ثالثةً لها
تقدُّ من أناملِها مجاديفَ عسراءً للحكايةِ
تلجمُ نواحَها كلما تورطتْ في البكاءِ
ليليتو مثلَك أحملُ أجنَّتي المئةَ
في رحمِ الليلِ قصائداً
تتراقصُ على أسوارِ من رابطْنَ في حضنِ حروفِهِ الحسنى
ينسجْنَ براحتيهِ دثاري الأخيرَ
لا حولَ لأطفالي المائة يصدونَ الرِّيحَ عن جوهرةِ السَّاحلِ
تلاطمَ الموجُ تسلمُ أمرَها لليلٍ يعفِّرُ بكفِّهِ أشياءَها ويصيرُ العشقُ موتاً (ليليث)
كلما نأتْ يدي شدَّها ليدهِ
أسقطتْ ارتعاشاتُها ما حرِّمَ من الشجرةِ
تهوي على شفاهِنا
تقضمُ سرَّ الرحيقِ
تدسُّ تميمتينِ تحتَ وسادتينِ
تعلِّقُ ثالثةً بين نبضتينِ على القلبِ المتعبِ
وأنامُ وحيدةً لا ثالثة لي
لا تقتليهِ يا (ليليث)
فكلانا منهزمٌ ومنتصرٌ
___________________________________________
من ديوان ما تيسر من صورتها