كم أشعلوا شموعهم
كم أشعلوا شموعهم من حرارة قلوبنا...
وكم ذابت إبتساماتنا مع بهجة أفراحهم....
وسالت أرواحنا هما وتعبا لمعاناتهم....
وكم تركنا جراحنا تنزف ألما وهم يجرحون ويجرحون...
نسجوا خيوط الإرهاق حولنا وعلينا يكبلنا بهم ...
ومازالوا يبنون مدنا من الجفاء بيننا وبينهم... .
لكنهم مثل الرياح والعواصف ...
التي تخلف وراءها الدمار والخسران.....
فلم يكونوا أفضل حالا..لكننا برحيلهم أفضل....
هكذا البعض بعض هذا الزمان...
غيابهم يقوينا ويعلمنا ألا نشتاق ولانحزن...
ولانثقل تفكيرنا بذكرياتهم......
علمونا أن نتقن نسيانهم ونكتم الحنين إليهم كلما بدأ يصرخ فينا شوقا لأحضانهم......
وشموعهم التي اشعلوها ليحرقونا بها ببطء...!!..
تحولت إلى منارات لأيام قادمة لن تتكرر....
قد لا تتشابه المحطات..!!.
لكن رحيل البعض من حياتنا يكون أحلى من لقائهم.....
حتى لو بقوا هم الألم والوجع.......
في زمن وجع الوطن يغطي على كل ماعداه.....
ونحن برحيلهم في واحتنا المنعزلة بهموم الوطن ...
أملنا أكبر وأحلامنا أوسع مدى....
وسيدركون ذلك بعد فوات الأوان.....