إليهِ صلى الله عليه وسلّم
( على استحياء )
تقي المرسي
لأحمدَ يومَ مولدِهِ السَّلامُ
وبَينَ يَدَيهِ يبتسمُ الغَمامُ
يُرَتّلُ في المَدَى أندَاءَ طيفٍ
لها في الرّوحِ تَوقٌ مُستَدامُ
بميلادِ الحبيبِ تهيمُ سَكْرَى
قلوبُ العاشقينَ وَلا تُضَامُ
يُقَلّبُها على الأشواقِ نُورٌ
تَوَضَّـأ منْ سَواقيهِ الأنـامُ
ويُفشي سرَّها المكنونَ بَوحٌ
كَدمعِ الخاشعينَ إذا استقامُوا
يضوعُ المسكُ إنْ صلّى عليهِ
منَ الأحبابِ صبٌ مُستهَامُ
على الأكوانِ طَهَ قد تَجَلَّى
بسرِّ اللهِ شمسًا لا تَنامُ
أجِيئُ على حياءٍ منهُ أهفو
لعفوٍ ليسَ يبلغُهُ الكلامُ
أخُطُّ بروحيَ الدَّمعاتُ تَتْرَى
ويَغمرُني على خجلٍ هيامُ
رسولُ اللهِ إنَّا قد ضَلَلنا
بأيدينَا يطاردُنا الحِمامُ
يُقَـتّـِلُنا بَنو دَمِنا، وتزهوُ
على الأرحامِ في دَمِنا السِّهامُ
على الطّرُقاتِ بَعثَرَنا شتاتٌ
وفي الأجداثِ تنتَحبُ العِظامُ
ونخفِضُ للذّئابِ جَناحَ ذُلٍّ
لتخدعَنا المحبَّةُ والسَّلامُ
بأيِّ محبَّةٍ في الأرضِ عاثوا
وباسمِ اللهِ يُنتَهكُ الحَمامُ
فيا اللهُ هبنا منكَ عفوًا
فإنَّ القلبَ أثقَلَهُ الظَّلامُ
ليومٍ فيهِ تجتمعُ البَرايا
وللرّحماتِ لو تَرضى ذِمامُ
أتَيتُكَ يا نبيَّ النُّورِ ظمأى
فَهلْ في حبِّ أحمدَ مَنْ يُلامُ !