أمشط شعري أمام النافذة, أسخف شيء يمكنني فعله هو تمشيط شعري, أُشبه الهنديات المُهلهلات وأنا أمارس هذا الفعل المأتميّ المُرهق. أنا أريد قصه لكنك لا تحبذ الأمر لذلك أُمشطه أمام النافذة. تقول أنني لو فعلت لن أبدو كأرملة وقور وحريصة. الأرامل دائمًا يطلقن شعورهن لإخفاء ظهورهن, ودائمًا هن حريصات ومتشككات وحزينات. هناك جلال معين في الشعر الطويل خاصة للأرامل فهو إرثهن البائس والوحيد. هكذا يبقين بثقل كاف على رؤوسهن وظهورهن يكفيهن شر الالتفات والسمع. الشعر القصير يعني الحرارة والبخترة والضجيج والأواني الفضية والطبل. لا أرغن ولا مندلوين ولا ناي, تلك أشياء تصحب الشعر الطويل فقط مع الأناشيد الغامضة الحزينة كترانيم الجنائز. في هذه الثانية من كانون البارد أمشط شعري وثمة خفق في الليلك الأحمق لا أدركه, ثمة همهمة ونضّ فاتر لأجنحة بجع أسود ساهم. أريد أن أُنهي هذه المهمة وأذهب لأجلس أعلى الدرج أقتسم معه مصباحًا صغيراً, أريد أن أفعل شيئًا مُتصاعدا ونازلاً, دحرجة عينيّ على السُلم مثلا, رمي جذاذة على كل عتبة ربما أرى شيئًا ويحدث. لكن لا بأس من شق الحياة بجديلة حذرة كأرملة.يستغرقني أيضًا البحث عن مشبك, مشابكي كلها متوترة كظهور القطط ومرعوبة كأواني الخزف. تعلم لماذا أُفضل النافذة على المرآة. أنا مبسوطة عليها كالضباب, مُلغزة وخاملة مثل فلس في نافورة "تريفي". كما ترفع الأشجار العصافير يرفعني هذا الشعر إلى مصاف الأرامل الخائفات. أنا أود قصه لكنك تريده طويلاً وباردا بما يكفي لأخذه إلى مشرحة ويفرلي هيلز, بالمصحة المهجورة المعذبة في مدينة لويفيل. أنا أشبه ذلك المستشفى الملعون, وأشبه أرواح النساء السقيمات به, يمشطن شعورهن أمام النوافذ ويبكين, مقهورات يمددن فيه أصابعهن المُحطمة والمعزولة, عميقًا يسحبن صنادلهن الخشبية وفساتينهن عكرة البياض ومريولاتهن المُقلمة بالأحمر الباهت, ومثلي تسمع كل واحدة فقط أوامر حبيبها, الذي يريدها بشعر كثيف ولامع وطويل, يخفي ظهرها, وأُذنيها.