كنا نتحدث حديثًا عاديًا، لم أكن أغني مثلًا، أو أسرد حكايات تتطلب أداءًا مميزًا لأصوات أبطالها، مجرد حديث عادي، حين قاطعتني الصغيرة بجملة "صوتك غريب كده ليه؟"، صمت فترة قبل أن أجيب سؤالها بسؤال "يعني ايه غريب؟"، فقالت لتضيف لحيرتي مزيدًا من الغيظ "مش زي الناس كده".
كررت السؤال بصيغة أخرى "يعني ده حلو ولا وحش؟"، ونظرًا لملامح الجدية التي ارتسمت على وجهي، ولاصراري في الحصول على إجابة واضحة، أجابت ب"حلو حلو" متمنية أن ينهي هذا الحوار، فلم يقنعنى جوابها.
بالطبع الصغيرة لا تجد غضاضة في قول ما تريد، والقائه بوجهي هكذا دون تبرير، لكن من قال إنّي سأدعها تفلت بفعلتها. ظلَّت أُذَكِرها بجملتها تلك مرارًا. وهي تتناول إفطارها صباحًا، وهي ترتدي ملابسها للذهاب إلى المدرسة أو للعب في النادي، حتى وهي تقضي حاجتها، وعلى السرير ونحن نستعد معًا للنوم، نتلو بعض الآيات وندعو بالأمنيات.
لم أتوقف يومًا عن تكرار سؤالي، إلا حين صرخت بوجهي نادمةً "يوووووووه مش عارفة."