الرئيسية » » وأنت صاعد إلى المناخ الجيد | رضا أحمد

وأنت صاعد إلى المناخ الجيد | رضا أحمد

Written By كتاب الشعر on الاثنين، 27 أكتوبر 2014 | 11:43 ص

وأنت صاعد إلى المناخ الجيد
تخاتل نظرتك
الزهور النافقة على عتبات القصور
وتحفك العطور النازحة من نراجيل الحدائق
اسأل كتاب التاريخ .. السلام
واخبرهم .. كيف هو طعم الحنطة الحقيقى
وما هو لون الدماء؟!
هناك ثم وأنت لا هناك .. ولا هنا
أوراق التاريخ المغبرة العتماء
تسلط بريق الوحل الحاد فى وجهك
وتنازع رائحة القمامة .. عفن البقاء..
كان الصليب .. مؤرخا جيدا للدماء
وكانت العذراء أنثى حافلة بالأسئلة
وكانت الغزوات طقسا سيئا لممارسة البغاء
وكنا أربعة أطفال نناهز الستين كابوسا
فى يتم اللقاء...
وكان علينا أن نجتر الشعر من أثداء أمهاتنا المهترئة
ونمثل العوز فى طلب رغيف شمس
ونحن الأغنياء بالضوء
وبعشب السماء...
كنا أربعة .. أنا وحبيبى والشعر فى رمادية الغياب
ووطن من الحرائق والبؤس ورسائل العتاب..
كنا تاريخ مسجل على شريط ضوء
تمر فوقه عربات هاربة من الذاكرة
ومن الوظائف الروتينة لأخطاء الحروب
فى إراقة الأرواح على ناصية الأحلام..
نمارس حمية الحزن
بألتهام اطنان دسمة من النكات السيئة
ونفتح فناجين القهوة
على أقدار غامضة وأمانى كاذبة
وفى لصوصية مقنعة
سرقنا لوحات البنفسج المختنق فى خريف بيكاسو
وأكلنا أجنحة الملائكة فى العشاء الأخير
وأجرنا غرفة صغيرة فى رأس دافينشى
ومارسنا طقوس اللون فى جاليرى روما الفسيح...
أيها العابرون إلى جوار الجريمة
وتراتيل الموت تمسك بأرواحكم
كحبات مسبحة صغيرة
هل تكذبون الشعر حين يختل ميزان الحروف
وتضيع من المواثيق الدولية .. حقوق الزنوج
هل تبكون لغزة والصحراء كلها نظيفة
إلا من إنسانية لقيطة
وحجر يجيد وحيدا الغناء لزيتونة ضغيفة؟!
هل يسئ الفن إذا قرأت له
لوحات الحقيقة
إن الكآبة أيضا فن
وزخرف اللون لن بضيف للماسأة
دهشة جديدة..
رأيت "غرو" ينهش التاريخ بفرشاته
حين توج نابليون بنصر زائف
ورأيت الناس كل الناس
تتكئ على غياب الامبرطور
حين كان ميدان القتل .. بالفجيعة فاتر
وعند النصر
ألقى بشئ فى العيون يشبه الذهب
فعمت الشوارع احتفالات النسور
من جهة الموت
ومهرجانات النسيان من جهة القلوب...
أينما تمضى أيتها الشمس
لا تعبرى بجوار مستودع الذخائر
قلبى فى غرابة الحزن
لا يفيض للأطفال بحلوى وسكاكر
وروحى لم تعد تحتمل
ضحكات السماء
وهى تنظر لنا بلوم الناصح
وحبيبى القابض على لجام الشعر
لا يآمن كثبرا
شغف الوقت بمكر العقارب
وصهيل المجاز لم يعد يخيف الذئاب
ولا يردع نشوة البنادق
ووطنى يحلق دائما فوق رمادية الغياب
ويهذى....
كنورس مشاكس
يطلب فاكهة استوائية على الساحل؟!

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.