بسم فريق كبير من الحالمين بالأمل، والحالمين بمستقبل وغد أفضل يستحقه هذا
الشعب وهذا الوطن العزيز، بسم الكادحين الذين يطوقون للعدل والمساواة.
بسم كل الطبقات التي جرى ويجري سحقها عبر سياسات وخيارات اقتصادية لا تقل وحشية أو إجرامًا عن كل محاولات تلك السلطة لمحاصرة شباب وشابات هذا الوطن لقتلهم أو إخفائهم قسريًا أو تلفيق قضايا وهمية أو تعذيبهم أو اغتيالهم معنويًا أو إجبارهم على مغادرة البلاد.
بسم كل من هتفوا يومًا للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية مهما افترقت السبل أو الخيارات.
بسم كل من يدركون أن هذا الشعب قادر وأن هذا الوطن يستحق كل غالٍ و نفيس.
اخترنا في السابق أن نعلن البدء في بناء حملتنا إداريًا وتنظيميًا لندخل سباقًا نعرف أن من يحكمون هذا البلد لا يتحملون أي نزاهة أو أي شروط تنافسية أو متكافئة.
رأينا أن مصر لا تستحق حكم فرد يهيمن ويبطش ولا تستحق تلك الجوقة التي تهتف له ولقراراته غير مبالية بالكوارث التي خلفتها تلك القرارات.
نعم، اخترنا معركة صعبة ويراها البعض مستحيلة، ليس لقوة المنافس ولكن لعدم عدالة شروط المنافسة أو ظروفها أو سياقها.
اخترنا هذا الطريق حتى لا يأتي من يسأل هذا الجيل أين كنتم وهم يبنون ديكتاتورية لا تحتمل موقعا ألكترونيًا لصحافة مستقلة، ولا تحتمل صرخة لشابات وشباب هتفوا بأبسط البديهيات حتى لو قالوا "القدس عربية أو تيران وصنافير مصرية".. ديكتاتورية لم تحتمل من يطالب بأسعار سلع تتناسب مع الأجور ولم تحتمل من يبحث عن قوت يومه هو وأسرته كما لم تحتمل من يطالب بحقه في العمل أو الأجر العادل أو المعاش العادل أو بقوانين تحميه أو تضمن حريته أو تحارب الفساد الذي ينهب مقدراته وثرواته.
نعم اخترنا هذا الطريق لنرفع راية من رايات المقاومة والتحدي ونحن ندرك أنهم لا يريدون فتح ولو نافذة صغيرة على المستقبل، نعرف أن المعركة صعبة لكننا نعرف أيضًا أن السبيل دائما هو النضال بكل الطرق من أجل انتزاع هذه الحقوق، محترمين كل الخيارات التي تدعو للمشاركة في هذه الانتخابات بنفس قدر احترامنا لكل الخيارات التي تدعو لمقاطعتها.. مدركين أن احترام هذا التنوع وهذا الاختلاف هو جوهر ما يميزنا عن هذه السلطة وحلفائها.
كان خيارنا استشعارنا منا لنبض قطاع عريض من الشارع المصري، وما يموج به من غضب وسخط، وتطلع للتغير، ولمشروع بديل يخرج بمصر من واقع الاستبداد والتمييز والإفقار إلى طريق الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية للجميع.
إن واقع الحال يؤكد أن هذا الغضب والأمل لم يتراجع بل تصاعد في الشهور الماضية، وقلنا في إعلاننا السابق ونشدد أننا نناضل من أجل ضمانات لعملية انتخابية حرة ونزيهة بهدف انتزاعها من قلب المعركة مع كل مناصرينا ومؤيدينا، وهذه كانت رسالة العديد من المواطنين لنا في الأيام الماضية.. رسالة تحدٍ للتضييق الأمني والقانوني ولكل دعاوى التخويف ونشر الإحباط أو اليأس عبر مبادرتهم لتحرير توكيلات التأييد حتى قبل إعلان الحملة عن موقفها الرسمي من قرارات الهيئة.
منذ الساعات الأولى لإعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن جدولها الزمني المجحف، والذي أرفضه وأراه يفرغ العملية الانتخابية من جوهرها فضلا عن تجاهل هذه اللجنة لكل ممارسات الضغط على موظفي الجهاز الإداري للدولة؛ مرة بإجبارهم على التوقيع على استمارات تأييد وهمية ومرة بتوجيههم لمكاتب الشهر العقاري لتحرير توكيلات لرئيس الدولة فضلا عن تجاهلهم لكل الدعاية التي تدعم رئيس الدولة في الميادين العامة ومحطات القطارات رغم أن مواعيد الدعاية لم تبدأ وفقا لقرارتها.
لكنه منذ صدور قرارها ووسائل الإعلام والصحافة الحكومية تدعي انسحابنا من المعركة قبل أن تبدأ، وتدعي خوفنا من المواجهة، وأقول لهم "أصحاب الحقوق لا يخافون ولا يهربون مهما كانت التحديات ومهما كان بطش سلطتكم".
منذ أعلنت عن المشاركة في هذه الانتخابات في فبراير الماضي حركتم ضدي بلاغا وهميا ولم أخاف، وضعتوني على قوائم ترقب السفر والوصول، وأطلقتم كل أتباعكم ينهشون عرضي وسمعتي ولم أهرب، حركتم قضيتكم الملفقة في المحكمة فذهبت للمحكمة لمواجهتكم، ومهما دفعتونا للخوف أو الصمت فلن نصمت، ومهما دفعوتنا لرفع الراية البيضاء فلن نستسلم، ومهما تهكمتم على يناير فاعلموا أن ثورة يناير ليست يتيمة بل لها ملايين الأبناء في كل أرجاء مصر فهي عزتنا وكرامتنا وأشرف محاولاتنا من أجل هذا الوطن، ولأننا لا نملك إلا الرهان على هذا الشعب الكريم فلا يمكن أبدا أن ندير ظهورنا.
أدعو أبناء يناير لجمع أكثر من 25 ألف توكيل وأن يكون تسليمهم يوم 25 يناير القادم في سلسلة بشرية ترفع صور الشهداء والمختفين قسريا والمعتقلين، سلسلة تبدأ من مقر الحملة وتنتهي حتى مقر الهيئة الوطنية للانتخابات وفي مقدمتها كل أعضاء حملة "مصر مش للبيع".
بالناس ومع الناس نبني طريق لبكرة