حـجٌّ إلى الـقيـامـة
...........................................................
إلى كلِّ الـمُستأشَفين من أرضهم في هذه الأرض،
وإلى كلّ الراحلين عن بلادهم بأي طريقة، قهراً..
إلى كوباني، الآن!
............................................................
هناك...
في الوطنِ المكذوب
الوطن الهُلام !
حيث ،
الرّاحلون من اللّاوجود إلى العدم
الـمُتسلّلونَ بِصحبة النّكبات،
والتجاعيد
الـموشومون بِهطلِ الأحداق
النّافضون ركامَ الذّاكرةِ القاسية
الحابُون نحو الحُتوف
العابرون الشقاءَ منذُ سنين
الرّاكبون في قوافلِ الاغتراب
الحاجّون إلى القيامة،
قبل الأوان
الـمُنتقلونَ من الـمـوتِ إلى الـمـوت
الأمواتُ النازحون...
الخارجون من فـوّهـةِ مدينتِهم،
التي ضاقت بهم
الـمُتدفّقون عبرَ المعابرِ والحدود
إلى الطّلاسمِ والمجهول
المسافرونَ إلى الوراء
اللائذونَ بِأرصفةِ الغرباء
المعجونونَ بِالغربة
من الميلادِ حتّى الـممات
اللّاعقونَ عفونةَ متاعِهم و ذاكرتِهم
الـمُمتطون قِمم الـموت
قمّةً إثر قمّة
الهاوونَ في قيعان البؤس
منذُ الأزل
يلُـوكونَ خناجرَ الغدر،
ويجـتـرّونَ هراوات الشّراهة،
للدّم والنّفط
بلا هوادة
بلا هويةٍ ، وبلا ذوات !