فيكتوريا جابلي
تفاصيل في الطريق الى العبث ..
لا استيقظ هنا على زقزقة العصافيـر رغم كثافة الاشجار التـي تغطي نافذتـي ..
يكاد يكون هذا الأمـر الوحيد الجيد في فترة الصباح ..
لا أحـب هذه الزقزقة ، فهي تُذكرني بـنميمة جاراتنا حين كانوا يعقدون مؤتمراتهم الصباحية المملة في انتظار كارمن شماس لتقرع لهم أجراس حظوظهم ..
يبدأ اليـوم بـ " صباح الخير " ثقيلة ..
تليها جولة سريعة على الفيسبوك ، ثم القهوة التي صرت اصنعها برداءة أكثر ..
رغـم أن أمي كانت مطمئنة من هذا الجانب ، حين سيأتي ( عريس الهنا ) و يذوب بطعمة قهوتي ..
لا بأس يبدو أنني خذلتها هي الأُخرى ..
أقوم بالأعمال العجائزية اليوميّة ، اتجنب الحديث الطويل ، ثم أدخل غرفتي على أمل يوم هادىء ، مليء بالموسيقى و الهدوء ، والاشياء التي أحب ..
لا تستمر هذه الامنية طويلاً ، إلا و سيف صوت يخترق مسامعي مجدداً ، ويطعن كل الامنيات في أن أكون كما أريد ..
يذهب الوقت هنا دون رجعة .. إن له أرجلاً حديدية مدببة ، تجرح بشرتي اللينة ..
تمر بعض الاحاديث من أمام نظري ..
أتقن صياغة الهروب من المحادثات الكتابيّة ، التي صارت تأكل أصابعي بعد كُل حرف أكرره .. وأطوي صفحة أخرى نِصف مكتوبة من دفتر مذكراتي ، سيراً إلى العبث ...