لم يصدأ بعد مفتاح جدتي...
المعلق برقبتها كتعويذة ...
و جدتي بعد لم تكبر ...!
في كل ذكرى. دمعة و لهفة تغسله بوعودها. كلما سرّحت ضفائر شعرها الناصع البياض ...
توشوشه وتهدئ شوقه دندنةً...
على عتبة الأبواب وشرفات كانت تطل على البيادر والمروج تنادي آثار خطوات الذين غادروا ...
والذين غدروا ....
وتكتب به على صدرها المخبوءة في تلافيفه كل تجاعيد الذاكرة المنكوبة...
لن يصدأ مفتاح جدتي....
وتذوب أيامه في تلك الحقيبة الجلدية المهترئة. كخطابات الشجب والتنديد....
والتهديد والوعيد ...
التي يريح بها ضمائرهم.
من علقوا مفاتيح الوطن حروفاً وكلماتٍ مزخرفةً بالوطنية ....
على صدر التاريخ ...
وناموا مطمئنين ....
لاتغلق سجلاتك أيها الزمن فمازال في الوعود بقية ...
قضايا تمحو في ذاكرتنا كل نكباتنا
والقضية