في زاوية مدينتنا ولد طفل
من جاء بهذا الطفل
نساء القرية بلا رجال
منذ القحط
أربعين
خمسين سنة
نسينا العد
الجارات حاقدات
هناك رجل
قالت كاهنة المعبد العمياء
وهي تبتسم: يشبه من منكن؟
نظرنا إلى الطفل
كان يشبه زينب
أين الرجل يا زينب ...أين؟
تبكي زينب ..لا رجل لي !
سألنا زينب
ضربنا زينب
نزعنا ثيابها
شممنا رائحة مسامها
دخلنا في فوهة عورتها
نبحث عن ظل
لا يوجد رجل
اغرينا زينب
الرجل لكِ يوم ولسائر المدينة يوم
بكيت زينب
لم يمسسني رجل
أنا لا اعرف حتى شكل رجل
جدران المدينة العطشى تسأل قبلنا:
كيف جاء هذا الطفل؟
ممرات المدينة تتلهف لسان زينب
وزينب تبكي وهي عارية أمامنا
انه حلم
حلمت بطفل وفتحت عيني على صرخاته وهو يسير بين أقدامي
تسأل قلاع المدينة وهي منحنية توشوش زينب...كيف جاء هذا الطفل؟ سنجعلك السيدة ...
ترد زينب: وضعت ساقي في البحر وحلمت بطفل
هكذا
نمنا ليال وأجزاؤنا السفلية في البحر
لكن بلا طفل يولد
بلا حلم
الغضب بركان يصرخ : كاذبة زينب
البحر خصّي
قتلنا زينب
وهانحن ننتظر أن يكبر هذا الطفل .